ذكريات من بيت اكسا
ذكريات من القدس
بوح الازمنة الاخرى
 
 
 
 
الصفحة الرئيسية   الصور   آفاق وازمنة   مؤلفات  

في عامه الثالث والخمسين، لم تسعفه أنامله لكتابة آخر مذكراته، ولا عيناه، فأملاها مشافهة في 16/11/1982، وتعهد بأن يكمل مسيرة الكتابة إن أمهلته أعوامه، ولكنها كانت آخر الكلمات التي دوّنها، ورحل قبل أن يكمل عامه، تاركاً كل ما جمعه، وكتبه، ووثقه ليظل "رهين كل المحابس" عبر السنين الماضية كلها.... ثم يقيّض الله طريقاً لصفحاته على هذا الموقع.... فلنبدأ بآخر ما كتبه في الذكرى الثالثة والخمسين.


الذكرى الثالثة والخمسون    


بسم الله الرحمن الرحيم


فيما مضى... كنت عشية ذكريات ميلادي أودع الأوراق مشاعري وخواطري، وأكتب عن كل ما عايشته من أفراح وأحزان.
وقبل عام تقريباً، في 22/12، وقعتُ فريسة لمرض شكل تحولاً كبيراً في حياتي، ولازمت المستشفى شهراً في ذيول "جلطة" حادة في غشاء وأوردة القلب، وما كنت أتوقع أن يمنّ الله عليّ.
كان لي أمانيُّ وطموحات ومشاريع لم يتحقق جلها، ولم ينجز معظمها، بل بدلاً من أن تتحقق في أيامي، وأعيش زهوها وفرحتها، ذهبت أدراج الرياح التي اقتلعتها من لحظاتي، وأصبح مجرد تذكرها، أو التفكير فيها ضرب من الوهم، والتخيل، واختراع المستحيل. 
وإذ بي قد لانت إرادتي، وخيم العجز على آفاق رؤاي، وما فتئ المرض يسطو على كل ما لدي من تطلعات وأمنيات، فارتج درب النور في حدقتي، وقلبت لي الأيام ظهر المِجن، وسُدت في وجهي السبل.

.............
أشعر الآن بأنني أتمثل قول الشابي:
سأعيش رغم الداء والإعياء
كالنسر فوق الصخرة الصماء
وسأعيش، ما قدّر الله لي، لحظة بلحظة، ونبضة متهاوية بنبضة متهالكة، رغم اضطراب القلب، وهبوط السمع، وعجز البصر، وتعطل أجهزة عديدة في الجسد... سأعيش لحظاتي في كلمات الشعر، وعبارات اللغة، وعوالم الأدب.
وسأبقى أثمّن الحياة، وأقدّر قيمة العمل، وقيمة وجود الآخرين الذين يهوّنون الوداع.
وتحياتي إلى عامي الثالث والخمسين، وإن كان آخَر فلنلتقي، وإن لم يكن فلنسرع للقاء وجه يعيننا في السراء والضراء، ويحيينا بمقدار.
16- 11- 1982

 
  مقتطفات
 
أحـــــب
 
أُحــب الزهر مُحتفلا
أحــب الـبـدر مكتملا
أحــب الغيث منسكبا
لـيــمـلأ أرضنا ذهبا
أحـبـك يـا فـلـسـطـيـن
 
ســألـــت مــخــيــم الــبـقـعـة
عـن الـزيـتـون في الضيعة

فـرد الـجــــرح والــدمـعــة
نــعـود غــداً فــلـســطــيــن

ســألـــت مــخــيــم شــنـلـر
عـن الـجـنــات والـبــيـــدر

فـقـال : أحـــن للــكــوثــــر
لـمــائـك يــا فــلـســطــيــن

أحـبـك يـا فـلـسـطـيـن
 
ســألـــت مــخــيــم الــبـقـعـة
عـن الـزيـتـون في الضيعة

فـرد الـجــــرح والــدمـعــة
نــعـود غــداً فــلـســطــيــن

ســألـــت مــخــيــم شــنـلـر
عـن الـجـنــات والـبــيـــدر

فـقـال : أحـــن للــكــوثــــر
لـمــائـك يــا فــلـســطــيــن

أحـبـك يـا فـلـسـطـيـن
 
ســألـــت مــخــيــم الــبـقـعـة
عـن الـزيـتـون في الضيعة

فـرد الـجــــرح والــدمـعــة
نــعـود غــداً فــلـســطــيــن

ســألـــت مــخــيــم شــنـلـر
عـن الـجـنــات والـبــيـــدر

فـقـال : أحـــن للــكــوثــــر
لـمــائـك يــا فــلـســطــيــن

أحـبـك يـا فـلـسـطـيـن
 
ســألـــت مــخــيــم الــبـقـعـة
عـن الـزيـتـون في الضيعة

فـرد الـجــــرح والــدمـعــة
نــعـود غــداً فــلـســطــيــن

ســألـــت مــخــيــم شــنـلـر
عـن الـجـنــات والـبــيـــدر

فـقـال : أحـــن للــكــوثــــر
لـمــائـك يــا فــلـســطــيــن

  الصفحة الرئيسية

مراسلة

  جميع الحقوق محفوظة لموقع عثمان الشاعر         
 

تصميم وبرمجة A&H Hosting Group